الاثنين، 17 أكتوبر 2016

#باص_السوشال_ميديا ، قوانا المضاعفة..لجعفر حجير

بقلم المدون جعفر حجير.


بمبادرة من مؤسسة تغيير للإعلام المجتمعي، و رعاية من شركة جوال، انطلقت أولى جولات "باص السوشال ميديا"، بفكرة تهدف لتجميع مجموعة من الشباب الفلسطيني الناشط عبر شبكات التواصل الاجتماعي في مكان واحد للنشر عن موضوع واحد.

الجولة كانت في أريحا و جوارها، بما يشمل كلاً من وادي القلط، عين الفوّار، عين فارة، مقام النبي موسى، طواحين السكر.

قوة المعرفة

"نحب فلسطين لكننا لا نعرفها" هذه العبارة التي استنتجتها بعد أول أو ثاني جولة استكشاف قمت بها في العامين الأخيرين، و المشكلة تمتد في أن الجاهل بالشيء عاجز عن حمايته. 



في الماضي، شكلت أسماء بعض القرى أو البلدات الفلسطينية بالنسبة لي مجرد اسم مكان أسمعه في الأخبار، لكن بعد زيارتي الفعلية للمكان اختلف الأمر، و أدركت أن ارتباطنا بالأرض لا يتم عبر السمع و إنما عبر القرب منها و الالتصاق بها.


لم أكن أعرف الكثير عن برية القدس، كنت أعرف أريحا و أعرف ما بداخلها من مقاصد سياحية، كنت أعرف مثلا عن وادي القلط بأنه مسار صخري تتوجه له الرحلات، و كنت أسمع بمقام النبي موسى ولا أذكر أنني شاهدت صورة له يوماً.

في رحلتنا، تمثلت قوة المعرفة بوجود دليلنا السياحي حمزة عقرباوي، الذي أجمعنا –نحن المشاركون- على أنه كنز وطني نفيس، يستحق الاستثمار به و نشر ما يمتلكه بالطرق المناسبة لجمهور الشباب.

كنا نسمع بوادي القلط لكنني أؤمن أن السمع و مشاهدة الصور عن المكان لا يمثلان 1% من تجربة الوصول لهذا المكان.
كنا نسمع بوادي القلط لكننا لم نسمع عن العمليات الفدائية المرتبطة به في تاريخ المقاومة الفلسطينية.


كنا نسمع بمقام النبي موسى لكننا لم نعرف عن الأسرار العسكرية التي دفعت الظاهر بيبرس لبناء المقام، و ذاتها الأسباب العسكرية التي دعت قوات الانتداب البريطاني لحظر الموسم
كنا نسمع بمقام النبي موسى و لم نعرف أن موسم النبي موسى كان يمثل عيداً ثالثاً لأهل فلسطين تجب فيه زيارة الأقارب.


قوة السوشال ميديا

ربما لا يختلف اثنان في عالمنا المعاصر بالقوة الهائلة التي أتاحتها شبكات التواصل الاجتماعي للأفراد حول العالم، و شاهدنا استخدام هذه الشبكات في إحداث التغيير السياسي العام، و التغيير الاقتصادي الفردي، و نشاهد تأثيراتها الاجتماعية المختلفة.

في فلسطين، نحتاج قطعاً لتعريف العالم بفلسطين من خلال روايتنا التاريخية، دعني أخبرك عزيزي القارئ أن وادي القلط، الواقع (وفق القوانين الدولية ضمن المناطق المحتلة عام 1967) هو تحت سيطرة سلطة الطبيعة التابعة لدولة الاحتلال، و أن رايات دولة الاحتلال ترفرف خفاقة في عين الفوار، و أن سلطة الطبيعة تخصص محطة معلومات مزودة بالخرائط و النشرات التعريفية على مدخل عين الفوار.

كنا ثلاثة و خمسين شخصاً، و بمالقابل كان المستوطنون هناك في المكان، يأتون إليه في رحلة عائلية تشمل ثلاثة أفراد، و عند موقف السيارات في مخرج وادي فارة، كنا نشاهد عشرات السيارات الخاصة بالمستوطنين موجودة هناك!

لماذا يعرفون أكثر منا عن المكان؟ لماذا يهتمون كثيراً بالسياحة الداخلية؟ و ما الذي يمنع أسرة فلسطينية من التوجه لمكان كهذا بدل سياحة المطاعم التي ندمنها في توجهنا نحو الارستقراطية و المعاصرة!

نحتاج جميعاً لاستغلال قوة شبكات التواصل الاجتماعي في تعريف الفلسطينيين بهذه الأماكن، و إعادة إحياء فكرة السياحة الداخلية على الأقل في المناطق المتاحة لنا، و هذه المنطقة متاحة، ولا نحتاج لتصريح خاص للوصول لها.

نحتاج لأن نستخدم هذه القوة في تعريف الفلسطينيين بأن أريحا لا تقتصر على جسر الأردن و فندق راقٍ و مجموعة مطاعم غالية الثمن.


قوة الوحدة

ما ميز هذه الرحلة هو تجميع ثلاثة و خمسين ناشطاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي في التدوين و النشر عن المكان ذاته، فترى هذا يقوم بالبث المباشر عبر Facebook Live، و هذه تدون عبر Snapchat، و ثالث يسجل مقاطع صوتية للمعلومات التي يقدمها الدليل.

هم يفعلون ذات الشيء عادة، لكنهم يقومون به منفردين، بجهود مشتتة، أما اليوم، فالجميع موحدون ينشرون عن ذات الموضوع، و يراكمون سوياً كنزاً فلسطينياً كبيراً من المحتوى العربي حول هذا الجزء من فلسطين الذي لا نعرف عنه الكثير.

للقراءة من الموقع الأصلي هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق