الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

ما كتبه مرشد باص السوشال ميديا حمزة العقرباوي عن الجولة الثانية

انطلقت حافلة المؤثرين من رام الله إلى نابلس صبيحة الجمعة 4/11/2016 تحمل على متنها مجموعة من النُّشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي ممن يُوصف بأنه مُؤثر.. ولما كان على عاتقي أن أكون واحداً من هؤلاء ومرشداً لهم في مسارهم كان علي طوال الطريق أن أَخلق علاقة بينهم وبين الأماكن التي نَمُرُ عنها عبر طريق نابلس - القدس التاريخي.. تلك العلاقة التي ستجعل للمكان أهمية في ذاكرتهم. ذلك أن كُل جزء من تراب الوطن يحمل ذكريات وأحداث ومحطات تاريخية عبر الزمن.. وهذه الأجزاء مُجتمعة هي ذاكرتنا التي نراهن عليها.. الذاكرة التي ينبغي أن لا نخسرها أبداً.
فالرواية التي نمتلكها عن الجغرافيا والأرض مُهمة في مسيرة الوعي التي نََحشدُ لها كُل طاقاتنا كي لا نُهزمَ أمام مشروع الصَّهينة الذي يَسرق التاريخ والجُغرافيا والتّراث ويسحق الإنسان كي يُلقي عبء ارتباطه بكل ذلك. والرواية الشعبية والمعلومة التاريخية عن الأماكن هي ما حَركت باص المُؤثرين (باص السوشال ميديا) لينطلق الى بلدة سبسطيه وقرية كور وقرية كفر رمان..
"ليس مهماًً جيشُ من سينتصر لكن رواية أي من الجيشين ستنتشر" بهذه الجملة يختصر الصديق سائد كرزون كُل ما كُنت أسرده طوال الجولة، "الرواية التي ستنتشر" هذه الجملة هزتني وجعلتني أشعر بقيمة حقيقة لكل ما نفعله في جولاتنا المعرفية والتي يأتي باص السوشال ميديا ليُتوجها عبر حشد طاقم من المؤثرين القادرين على إيصال الرسالة إعلامياً وبقوة.
ما هي الرواية التي ينبغي لها أن تنتصر؟ وكيف لهذه الرواية أن لا تُهزم أبداً؟.. في سبسطيه وآثارها وحضارتها تَكمُن الإجابة.. في قرية كور وقلاعها وحصونها المنيعة تكمن الإجابة.. في كُل بقة من ثرى الوطن وفي كُل مكان هناك رواية ينبغي أن لا نخسرها وأن نُمسك بها حتى يغلب حقنا الفلسطيني باطلهم ومشروعهم الصهيوني.
لأجل ذلك أقول مُهمٌ جداً أن نُقدر كُل جُهد يُبذل فلسطينياً لأجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية عن الأماكن والبقاع، وَمهمٌ أن لا نَبخل على ذواتنا بالمعرفة التي هي سلاحنا كي لا نذوب في أسيد التزييف الصهيوني وتحريف لغة وتراث وتاريخ الأماكن.. وكان الراحل سليمان الناطور يُذكرنا دائماً (ستأكلنا الضباع إذا فقدنا الذاكرة، ستأكُلنا الضباع)..
شُكراً لباص السوشال ميديا ولكل من يخطوا على الأرض بقدمه متجولاً ومُدركاً لقيمة الرواية في الحفاظ على هويتنا الفلسطينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق