الأربعاء، 12 فبراير 2020

الأمان الرقمي – فوبيا العصر؟

الأمان الرقمي – فوبيا العصر؟ 

هناك من يتساءل لماذا فوبيا العصر !! من منا لا يفكر ملياً في كيفية متابعة ومراقبة استخدام أطفاله للهواتف الذكية والانترنت؟ من منا لا يحمل هاجساً نحو مشاركة بعض الأخبار أو المواضيع على وسائل التواصل الاجتماعي؟ من منا لا تأتيه شكوك نحو استقبال بعض الرسائل أو فتح بعض الروابط؟ من منا لا يشعر بالمراقبة عند استخدام متصفحات الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؟ فإذا نعم الأمان الرقمي هو فوبيا العصر.
في ظل التزايد المتصاعد في الاستخدام -عديم الانقطاع- للإنترنت والهواتف الذكية حيث أصبح استخدام الانترنت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية في مختلف المجالات مثل تصفح شبكات التواصل الاجتماعي، القراءة والبحث، الاتصال والتواصل، متابعة الأخبار، الشراء عبر الانترنت والقيام بمعاملات بنكية ومالية وغيرها، بات مستخدم الانترنت عرضة إلى الوقوع ضحية للاختراق الالكتروني وانتهاك الخصوصية والجريمة الالكترونية.
مع تنوع المخاطر التي تخترق الخصوصية وتهدد البيانات الشخصية عبر الفضاء الرقمي وزيادة الفوبيا اتجاهها تعتبر مكافحة الاختراق الالكتروني وتحقيق الأمان الرقمي مسؤولية الجميع، ابتداءً من الحكومات والجهات المعنية حيث سرعان ما طورت الحكومات عالمياً قوانين ووحدات شرطة مختصة بمكافحة الجرائم الالكترونية، كما أن للمدارس وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني والمراكز والأندية مسؤولية كبيرة في هذا الإطار. 
 علينا جميعاً أن نكون واعيين لحقيقة أنه لا غنى عن استخدام الانترنت، أي أن الحل لا يكمن في استبعاد الانترنت من الحياة اليومية أو حرمان الأطفال من استخدام الانترنت كما يعتقد البعض، بل إن هذا التوجه قد يزيد الأمور تعقيداً، فالحل إذا يمكن في أن نكون مستعدين للتعامل مع العديد من المواضيع التي تتغير باستمرار وبشكل سريع من خلال نشر التوعية اتجاه الاستخدام الآمن للإنترنت  ومتابعة التطورات والتغيرات من منطلق أن ما يعتبر آمن اليوم قد لا يكون آمناً غداً، ومن جهة أخرى يجب أيضاً نشر المعرفة والوعي اتجاه الإجراءات التي يجب اتخاذها عند وقوع جريمة إلكترونية والجهات المختصة التي يجب التوجه لها وآليات وطرق عملها. 
تعتبر مؤسسة تغيير للإعلام المجتمعي من المؤسسات الرائدة في عالم الأمان الرقمي وتقوم حالياً بتنفيذ حملة انترنت آمن ضمن مشروع تعبير المنفذ بالشراكة مع أوكسفام ومؤسسة تنمية واعلام المرأة تام وطاقم شؤون المرأة،  حيث أنها تعمل على نشر النصائح والارشادات التي يجب تطبيقها لحماية أمننا الرقمي والتعامل مع هذه الفوبيا بعقلانية ووعي وثقة.  

بقلم: ديانا محخلوف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق